القاعدة والفائدة الدعوية الرابعة والثلاثون في جانب تزكية النفس البشرية وتربيتها
جاء في حديث مسلم:
(عن عَبْد الله بن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -رضي الله عنهما- قَالَ كُنْتُ أَصُومُ الدَّهْرَ وَأَقْرَأُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ، قَالَ: فَإِمَّا ذُكِرْتُ لِلنَّبِىِّ ﷺ وَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَىَّ فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ لِى: أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ الدَّهْرَ وَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ!!! قُلْتُ: بَلَى يَا نَبِي الله ، وَلَمْ أُرِدْ بِذَلِكَ إِلاَّ الْخَيْرَ. قَالَ: فَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ. قُلْتُ: يَا نَبِي الله إِنِّى أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: فَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا.
قَالَ: فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ نَبِي الله ﷺ فَإِنَّهُ كَانَ أَعْبَدَ النَّاسِ. قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِي الله وَمَا صَوْمُ دَاوُدَ؟ قَالَ: كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا. قَالَ: وَاقْرَإِ الْقُرْآنَ فِى كُلِّ شَهْرٍ. قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِي الله إِنِّى أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: فَاقْرَأْهُ فِى كُلِّ عِشْرِينَ. قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِي اللله إِنِّى أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: فَاقْرَأْهُ فِى كُلِّ عَشْرٍ. قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِي الله إِنِّى أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ وَلاَ تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ. فَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا. قَالَ: فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلي. قَالَ: وَقَالَ لِي النَّبِىُّ ﷺ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِى لَعَلَّكَ يَطُولُ بِكَ عُمْرٌ. قَالَ: فَصِرْتُ إِلَى الَّذِى قَالَ لِي النَّبِىُّ ﷺ ، فَلَمَّا كَبِرْتُ وَدِدْتُ أَنِّى كُنْتُ قَبِلْتُ رُخْصَةَ نَبِي الله ﷺ).
فردهم رسول الله ﷺ جميعا إلى الاعتدال والتوازن في أداء الحقوق جميعها، فليس من كمال البشر أن يكونوا كالملائكة -عليهم السلام- الذين فطرهم الله على الطاعة!!!