القاعدة والفائدة الدعوية الخامسة في جانب تزكية النفس البشرية وتربيتها
كان (عِلْم التصوف) أبرز المناهج والمدارس العلمية والعملية التي عُنيت بجانب التزكية والتربية على مدى التاريخ الإسلامي، وقد نشأ مصطلحه أواخر القرن الثاني الهجري، وكان طابعه حينئذٍ التركيز على الإكثار من العبادة، والدعوة إلى الزهد والتخلق بالأخلاق الفاضلة، وعُرِف أصحابه بالعُبّاد والزهاد.
ثم داخله على مَرّ الزمان شيءٌ من (الدَّخَن) من غلو وإفراط وتأثر بالفلسفات الأخرى، مما دعا بعضَ العلماء المصلحين والمربين إلى نقده والتفريق بين ما أطلقوا عليه مصطلح (التصوف السني) و(التصوف البدعي) والعمل على تنقيته وتصفيته من المخالفات.
وكان من أبرز من حمل لواء الإصلاح فيه عمليا الإمام العالم المربي الشيخ: عبد القادر الجيلاني -رحمه الله تعالى- وتتابعت بعده بعض المحاولات الإصلاحية الناقدة والحمد لله.
فلا ينبغي لنا في حال من الأحوال أن نزهد في التصوف ونرغب عنه بسبب مصطلحه، أو ما طرأ عليه من دخنٍ ومخالفات من بعض المنتسبين إليه، فلا مشاحة في المصطلحات.
كما لا يجوز لنا أن نُحّملَ التصوفَ أخطاء بعض المتصوفة المنتسبين إليه، كما لا يجوز لنا أن نُحمل الإسلام أخطاء وانحرافات كثير من المسلمين اليوم..!!